مشاركات عشوائية

الثلاثاء، 13 مايو 2025
1:50:00 م

تحليل حصري: واقع صرف الدولار الأمريكي في الأسواق العربية والعالمية – 13 مايو 2025

 تحليل حصري: واقع صرف الدولار الأمريكي في الأسواق العربية والعالمية – 13 مايو 2025






يشهد الدولار الأمريكي اليوم، 13 مايو 2025، تقلبات ملحوظة في أسواق الصرف العالمية والعربية، مدفوعًا بتحولات اقتصادية عميقة وتوترات جيوسياسية في مناطق متعددة من العالم. ورغم محاولات العديد من الدول الكبرى كسر هيمنة الدولار عبر تعزيز العملات المحلية والبدائل الرقمية، فإن العملة الخضراء لا تزال تحتفظ بنفوذ قوي، لكن هذا النفوذ لم يعد مطلقًا كما كان في السابق.

الدولار على المستوى العالمي

يواصل الدولار الأمريكي تحركه ضمن نطاقات قوية أمام معظم العملات الكبرى مثل اليورو والين، مدعومًا بثبات أسعار الفائدة الأمريكية عند مستويات مرتفعة نسبيًا. هذا يجعل من الدولار ملاذًا آمنًا لرؤوس الأموال العالمية، خاصة في ظل الأزمات المصرفية الأوروبية وعدم اليقين في آسيا. إلا أن مشهد المستقبل لم يعد مضمونًا، حيث ظهرت بوادر انزياح تدريجي عن الاعتماد الكلي على الدولار، خصوصًا في التبادل التجاري بين روسيا والصين والهند، ما يشير إلى تبلور نظام مالي متعدد الأقطاب.

تأثيرات صرف الدولار في الدول العربية

  • مصر: يواجه الجنيه المصري ضغوطًا مستمرة، مع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع وتزايد التضخم بشكل حاد. الإجراءات الحكومية مثل التعويم الجزئي لم تنجح حتى الآن في تثبيت الوضع.

  • المغرب: الدرهم المغربي يظل مستقرًا ضمن نطاق الصرف المرن الذي يعتمده البنك المركزي، لكن ارتفاع الدولار عالميًا رفع فاتورة الاستيراد، ما أثر نسبيًا على الميزان التجاري.

  • لبنان: لا تزال الليرة اللبنانية تنهار أمام الدولار، حيث بات المواطن يعتمد على السوق السوداء لتحديد السعر الحقيقي، وسط غياب شبه تام للسيطرة النقدية.

  • دول الخليج: ترتبط عملات الخليج بالدولار، مما يجعلها مستقرة رغم تقلبات السوق. هذا الربط يحميها من التضخم المستورد، لكنه يجعل سياساتها النقدية تابعة لقرارات الفيدرالي الأمريكي.

  • الجزائر وتونس: يعاني الدينار الجزائري والدينار التونسي من تراجع مستمر أمام الدولار، بسبب العجز التجاري وزيادة الطلب على العملة الصعبة.

نظرة استباقية

رغم استقراره الظاهري، يواجه الدولار تحديات إستراتيجية قد تغير ملامح الاقتصاد العالمي في السنوات القادمة. الدول العربية مدعوة لإعادة التفكير في سياساتها النقدية وتنويع احتياطاتها لتقليل التبعية لدولة واحدة أو عملة واحدة.

خلاصة

صرف الدولار اليوم لم يعد مجرد رقم في شاشة البورصة، بل هو انعكاس لصراعات اقتصادية وسياسية كبرى. والجاهزية العربية لهذا الواقع الجديد ستكون الفيصل بين الاستقرار والاضطراب.

0 comments:

إرسال تعليق