صرف الدولار الأمريكي في الدول العربية والعالمية

  صرف الدولار الأمريكي في الدول العربية والعالمية

يشهد الدولار الأمريكي اليوم، 6 أغسطس 2025، حالة من الثبات نسبياً مقارنة بالعملات العالمية والعربية، لكن ذلك لا يغفل عن علامات توتر خفيفة قد تشق طريقها إلى الأسواق.

السوق العالمية: الدولار يواجه ضغوط متزايدة

• الدولار الأمريكي سجل انخفاضًا طفيفًا أمام سلة من العملات الكبرى مثل اليورو والين، مع تراجع مؤشر الدولار (DXY) إلى أقل مستوياته خلال أربعة أعوام، نتيجة تقلبات في السياسات التجارية وتوقعات بتراجع أسعار الفائدة مستقبلً

في الوقت نفسه، يشير متابعو الأسواق إلى أن حركات الشراء الأخيرة لسندات الأسواق الناشئة تعكس تراجعًا نسبيًا في جاذبية الدولار كملاذ آمن، خصوصًا مع توجه بعض الدول لاستخدام اليورو واليوان والفرنك السويسري بدائل متزايدة

الأسواق العربية: تفاوت في الأثر حسب النظام النقدي

الإمارات والسعودية

• تظل العملات الخليجية مرتبطة بالدولار عبر نظام الربط الثابت؛ حيث يبلغ سعر صرف 1 USD ≈ 3.6725 AED في الإمارات و 3.75 SAR في السعودية، مما يضمن استقرارًا نقديًا رغم تقلبات العملة الأمريكية العالمي

• مصر

• الجنيه المصري تراجع تدريجيًا أمام الدولار: سعر الصرف الرسمي نحو 48.40 EGP = 1 USD، بينما السوق الموازية تعكس مستويات تتجاوز 50–51 EGP نتيجة الضغوط التضخمية والسياسات المالية الحالية

• لبنان

• الليرة اللبنانية مستمرة في الانهيار الحاد، حيث تجاوز سعر السوق السوداء بسهولة سقف 80,000 ليرة مقابل الدولار، بينما السعر الرسمي أقل بكثير لكن غير فعّال بواقع الاقتصاد المتهالك

• اليمن

• الريال اليمني انخفض بشكل كارثي ليصل إلى المزيد من التدهور، حيث تُسَجّل معدلات تبلغ نحو 2,150 ريال للدولار في مناطق الحكومة المعترف بها، بينما في مناطق الحوثيين السعر أقل بكثير

التشخيص والآفاق المستقبلية

• الدولار اليوم يبدو في وضع هش: رغم ثباته الفوري، تظهر مؤشرات عن تراجع قادع وسط ترقب لخفض محتمل في أسعار الفائدة الأميركية وبزوغ بدائل نقدية دولية.

• الاقتصادات العربية التي تملك احتياطات كبيرة أو ربطًا ثابتًا بالدولار تبدو بأمان نسبي. بينما تلك التي تعتمد على آليات صرف مرنة — مثل مصر والمغرب والعراق — تراهن على إدخال إصلاحات عاجلة لتجنب سيناريو التضخم وانهيار العملة.

خلاصة

سعر صرف الدولار اليوم لا يكشف فقط عن قوة أو ضعف العملة الأمريكية، بل يعكس دينامية النظام المالي العالمي. بينما لا يزال الدولار جزءًا مركزيًا في التبادل النقدي، فإن التحولات نحو عمليات "إلغاء الربط" والدفع نحو التنويع النقدي بدأت تؤتي ثمارها، مما يفتح الباب أمام مستقبل نقدي أكثر تعددية، بينما تُصبح المرونة السياسية والاقتصادية ضرورة ملحّة للدول.