التبتل أثناء العلاقة الزوجية وأسباب نهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه
الوطن العربي
التبتل
لغة يعني الانقطاع عن شيء ما. في السياق الشرعي، يشير إلى الانقطاع عن الزواج أو
العلاقة الزوجية بغرض التفرغ للعبادة والتقرب إلى الله. يُفهم التبتل في إطار
العلاقة الزوجية على أنه امتناع أحد الزوجين عن الاستمتاع بحقه الشرعي في العلاقة
أو الإحجام عن إشباع الرغبات المشروعة للطرف الآخر.
نهى
النبي صلى الله عليه وسلم عن التبتل بما يتضمن عزوف الإنسان عن الزواج أو الامتناع
عن ممارسة الحياة الزوجية السليمة. وذلك النهي ينبع من سماحة الإسلام التي تجمع
بين الإشباع الروحي والجسدي، وتسعى لتحقيق التوازن بين مختلف جوانب حياة الإنسان.
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
"يَا
مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ،
فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ" (رواه البخاري
ومسلم).
أسباب
نهي التبتل في العلاقة الزوجية
- تحقيق
المودة والرحمة بين الزوجين:
الله سبحانه وتعالى جعل الزواج وسيلة للسكن النفسي والوجداني بين الطرفين. العلاقة الزوجية تعزز المودة والرحمة بين الشريكين، وحرمان أحدهما من ذلك يؤثر سلبًا على هذا السكن. - تلبية
الحاجة الفطرية:
الله خلق الإنسان بحاجات جسدية ونفسية تستوجب الإشباع المشروع، بما يحفظ طاقته ويمنع عنه الممارسات الخاطئة أو التوجهات غير السوية. - الاعتدال
والتوازن في الإسلام:
الإسلام يدعو دائمًا إلى الاعتدال ويُحذّر من الغلو، سواء كان ذلك في إهمال أمور الدنيا لحساب العبادة وحدها، أو التفرط في أحد الجوانب على حساب الآخر. - تجنب
الأذى النفسي والجسدي:
الامتناع عن ممارسة العلاقة الزوجية بشكل دائم قد يتسبب في مشكلات نفسية وصحية للطرفين، ويخلق توترًا بينهما. - الحفاظ
على الأسرة واستقرارها:
الأسرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع. لذا، فإن حرمان أحد الطرفين من حقوقه الشرعية قد يؤدي إلى خلل داخل الأسرة، بل قد يصل إلى الطلاق أو الخيانة.
التبتل
المُحَرَّم والمشروع
بينما
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التبتل الكامل المتعلق بترك الزواج والتفرغ
للعبادة، إلا أن الامتناع لفترات مؤقتة لظروف معينة مثل المرض أو السفر أو الحيض
مقبول وفقًا للضوابط الشرعية.
باختصار،
النهي عن التبتل يهدف إلى تعزيز توازن الحياة الزوجية وحماية الروابط الأسرية، مما
يحقق مقاصد الشريعة السامية في بناء مجتمع صحي ومستقر.
0 comments:
إرسال تعليق